grade26

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الثاني الإعدادي 6


3 مشترك

    قصه اصحاب الكهف

    avatar
    اثير الكون


    قصه اصحاب الكهف Empty قصه اصحاب الكهف

    مُساهمة  اثير الكون الأحد مارس 29, 2009 2:24 am

    القصة:

    في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها.

    في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.

    لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.

    عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.

    إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.

    استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.

    بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.

    فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.

    خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.

    لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.

    وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.

    لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.
    avatar
    الامراطور


    قصه اصحاب الكهف Empty رد: قصه اصحاب الكهف

    مُساهمة  الامراطور الأحد مارس 29, 2009 2:26 am

    مشكور
    avatar
    الامراطور


    قصه اصحاب الكهف Empty رد: قصه اصحاب الكهف

    مُساهمة  الامراطور الأحد مارس 29, 2009 2:26 am

    مشكوووووووور
    الرجل الشرس
    الرجل الشرس


    قصه اصحاب الكهف Empty مشكور على الموضوع

    مُساهمة  الرجل الشرس الجمعة أبريل 03, 2009 5:02 am

    مشكور على الموضوع cheers bounce farao cheers bounce
    الرجل الشرس
    الرجل الشرس


    قصه اصحاب الكهف Empty ونتمنى المزيد

    مُساهمة  الرجل الشرس الجمعة أبريل 03, 2009 5:02 am

    cheers bounce cheers bounce ونتمنى المزيد
    avatar
    الامراطور


    قصه اصحاب الكهف Empty اصحب الجنتين

    مُساهمة  الامراطور الثلاثاء أبريل 07, 2009 10:46 pm

    في هذه القصة سنقف مع عناصر جديدة من شأنها أن تثبط الإنسان وتكبله، فيقعد عن أداء الواجبات الشرعية أو يتحول إلى عنصر هدم وإفساد في الأرض، كما من شأنها أن تحوله إلى عنصر بناء وتدفعه إلى أداء الواجبات المنوطة به بكل إخلاص وصدق.
    من هذه العناصر نجد التواضع والقناعة والشكر وابتغاء ما عند الله كعناصر بناء وقوة، بإمكانها أن تؤدي إلى النجاح والنصر والتمكين، في مقابل التكبر والجشع والطمع والجحود والاعتماد على القوة المادية وعلى الذات كعناصر هدم وضعف والتي بإمكانها أن تؤدي إلى الفشل والهزيمة والحرمان.
    أهمية هذه العناصر تكمن في كونها تعتبر من الأساسيات في بناء الشخصية المسلمة المستقيمة المجاهدة، وعكسها تعتبر من أساسيات الشخصية الفاشلة المنحرفة عن السنن الشرعية والقدرية، والتي تؤدي بالتالي إلى ترسيخ ثقافة الهزيمة والتواكل والسلبية في الأفراد والجماعات.
    نريد أن نقدم هذه الوقفات التربوية بشيء من التفصيل والتأصيل، لعلها تساهم في إعادة بناء الشخصية المسلمة المأمولة، التي ستنهض بأعباء التغيير بدءاً من نفسها {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، ثم انتقالاً إلى المحيط الخارجي لزرع هذه العناصر البناءة في الطليعة المجاهدة، وانتهاء بتحقيق النصر والتمكين والاستخلاف المنتظر في هذه الأرض والتمكين لهذا الدين العظيم، وفق الوعد الرباني الذي لا يتخلف، {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منكم ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلكم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}.
    فكل العناصر سالفة الذكر في شقها الإيجابي تعتبر عنواناً للتوحيد والخضوع لله عز وجل، وتحقيق لشروط التمكين والاستخلاف، بينما تعتبر العناصر السلبية المذكورة سالفاً، عنواناً للشرك والخضوع لغير الله في العبودية والإتباع، وبالتالي تؤدي إلى الهزيمة والتيه وإلى عذاب الله وعقابه في الدنيا قبل الآخرة.
    أسأل الله تعالى أن يفتح علينا بالفهم والحكمة لكي نستخلص تلك الدروس النفيسة من كتاب الله تعالى، ونحن نقف على هذه الآيات الكريمات، لتكون لنا عوناً ونبراساً في طريق التغيير، طريق الدعوة والحسبة والجهاد، وكلنا أمل في أن تجد الآذان الصاغية والقلوب الواعية والسواعد الرامية، والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.
    ونبلوكم بالشر والخير فتنة:

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 10:59 am