خطبة المسجد الحرام - 2 ربيع أول 1430 - الإيمان بالقضاء والقدر حقيقته وآثاره - الشيخ صالح آل طالب
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي قدر الأمور وأمضاها وعلم أحوال الخلائق قبل خلقهم وقضاها وجازى كل نفس بعد ذلك على سخطها بما قدر أو رضاها .. كل شيء خلقه - سبحانه - بقدرٍ وقدر ، ولا يقع شيءٌ في كونه إلا بعلمٍ منه ونظر ، علم الأجل وقدر العمل وجعل الأمور دول ، كل ذلك منه في الأزل - سبحانه - كم أحاط علمه وكم وسع حلمه وكم مضى حكمه !
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له لطائف الحكمة وخفيات القدر ، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وخيرته من كل البشر ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الميامين الغرر والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد .. فاتقوا الله - تعالى - أيها المسلمون ، واعلموا أنكم إليه راجعون وعلى أعمالكم مجزيون ، ومن عمل كساه الله رداءه .. إن خيرًا فخيرا وإن شراً فشرا : ... (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (223 سورة البقرة) .
أيها المسلمون : عقيدةٌ تملأ قلب المسلم مضاءً ورضاء ، وعلمٌ يورث المؤمن إرادةً وعزمًا وارتقاءً ، وإيمانٌ يدفعه للعمل ويحثه على طلب معالي الأمور ، وتصورٌ يسل من نفسه الخوف مع عوائق الطريق وبنيانه مسائل من عرفها وأدرك حُكْمها وحِكَمَها سهلت أمامه مصاعب الحياة وتخففت نفسه من أثقال المعاناة فاستلذ الصبر واستحلى المر ، وانتظر من الله الأمل والفرج وعمل لتحقيق ذلك ولم يتواكل .. إنها - أيها المسلمون - عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر .
عباد الله .. الإيمان بالله العظيم قضية كبرى ومسألة عظمى ، وهي من أولى المسائل التي يجب على المسلم أن يستحضرها وينطوي عليها قلبه دومًا ، والإيمان بنيانٌ له أركان .. التصديق بها والعمل بمقتضاها دليلٌ عليه وعنوانه ، وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فقال : النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت " .
أيها المسلمون : الإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمان وقاعدة أساس الإحسان كما ورد في أعظم حديث في الإسلام : القدر هو تقدير الله للكائنات حسب ما سبق به علم الله واقتضته حكمته ، وهو ما سبق به العمل وجرى به القلم مما هو كائنٌ إلى الأبد ، والإيمان به هو أن تؤمن أن الله - جل جلاله - قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء والحوادث قبل أن تكون وعلم - سبحانه - أنها ستقع في أوقاتٍ معلومةٍ على صفاتٍ مخصوصة ؛ فعلمها - سبحانه - وكتبها بكل تفاصيلها ودقائقها وشاءها وخلقها ؛ فهي كائنةٌ لا محالة على التفصيل والدقة كما شاء – سبحانه - وما لم يشأه فإنه لا يكون ، وهو قادر على كل شيء .. فإن شاءه وقع وإن لم يشأه لم يقع مع قدرته على إيقاعه .
أيها المؤمنون .. القدر غيبٌ مبناه على التسليم ، قال الله - عز وجل -
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي قدر الأمور وأمضاها وعلم أحوال الخلائق قبل خلقهم وقضاها وجازى كل نفس بعد ذلك على سخطها بما قدر أو رضاها .. كل شيء خلقه - سبحانه - بقدرٍ وقدر ، ولا يقع شيءٌ في كونه إلا بعلمٍ منه ونظر ، علم الأجل وقدر العمل وجعل الأمور دول ، كل ذلك منه في الأزل - سبحانه - كم أحاط علمه وكم وسع حلمه وكم مضى حكمه !
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له لطائف الحكمة وخفيات القدر ، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله وخيرته من كل البشر ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الميامين الغرر والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد .. فاتقوا الله - تعالى - أيها المسلمون ، واعلموا أنكم إليه راجعون وعلى أعمالكم مجزيون ، ومن عمل كساه الله رداءه .. إن خيرًا فخيرا وإن شراً فشرا : ... (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) (223 سورة البقرة) .
أيها المسلمون : عقيدةٌ تملأ قلب المسلم مضاءً ورضاء ، وعلمٌ يورث المؤمن إرادةً وعزمًا وارتقاءً ، وإيمانٌ يدفعه للعمل ويحثه على طلب معالي الأمور ، وتصورٌ يسل من نفسه الخوف مع عوائق الطريق وبنيانه مسائل من عرفها وأدرك حُكْمها وحِكَمَها سهلت أمامه مصاعب الحياة وتخففت نفسه من أثقال المعاناة فاستلذ الصبر واستحلى المر ، وانتظر من الله الأمل والفرج وعمل لتحقيق ذلك ولم يتواكل .. إنها - أيها المسلمون - عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر .
عباد الله .. الإيمان بالله العظيم قضية كبرى ومسألة عظمى ، وهي من أولى المسائل التي يجب على المسلم أن يستحضرها وينطوي عليها قلبه دومًا ، والإيمان بنيانٌ له أركان .. التصديق بها والعمل بمقتضاها دليلٌ عليه وعنوانه ، وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فقال : النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت " .
أيها المسلمون : الإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمان وقاعدة أساس الإحسان كما ورد في أعظم حديث في الإسلام : القدر هو تقدير الله للكائنات حسب ما سبق به علم الله واقتضته حكمته ، وهو ما سبق به العمل وجرى به القلم مما هو كائنٌ إلى الأبد ، والإيمان به هو أن تؤمن أن الله - جل جلاله - قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء والحوادث قبل أن تكون وعلم - سبحانه - أنها ستقع في أوقاتٍ معلومةٍ على صفاتٍ مخصوصة ؛ فعلمها - سبحانه - وكتبها بكل تفاصيلها ودقائقها وشاءها وخلقها ؛ فهي كائنةٌ لا محالة على التفصيل والدقة كما شاء – سبحانه - وما لم يشأه فإنه لا يكون ، وهو قادر على كل شيء .. فإن شاءه وقع وإن لم يشأه لم يقع مع قدرته على إيقاعه .
أيها المؤمنون .. القدر غيبٌ مبناه على التسليم ، قال الله - عز وجل -