grade26

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الثاني الإعدادي 6


    توظيف المسرح في تعليم اللغة للأطفال

    الرجل الشرس
    الرجل الشرس


    توظيف المسرح في تعليم اللغة للأطفال Empty توظيف المسرح في تعليم اللغة للأطفال

    مُساهمة  الرجل الشرس الثلاثاء أبريل 07, 2009 10:38 pm

    توظيف المسرح في تعليم اللغة للأطفال
    عطية العمري
    تعتبر اللغة المنطوقة في كلمات من أهم وسائل التواصل بين الإنسان ومجتمعه. وبين الإنسان والآخر... بها يمكنه اكتساب الخبرات والمعارف ، و بها يسأل عما يشبع احتياجاته المتنوعة، كما يعبر بها عن مشاعره وأحاسيسه في إبداعات أدبية متنوعة وسيلته فى ذلك الكلمة.
    وإن كان اكتساب اللغة، وتنميتها لدى الإنسان لا يرتبط بمرحلة عمرية، فهي عملية تراكمية تبدأ مع الإنسان من طفولته، من لحظة مناغاة الآخرين له لا يختلف في ذلك إنسان عن إنسان أو جنس عن جنس، فالجميع يتعلم من الآخرين من مراحلهم المبكرة، وتتراكم المعارف اللغوية، ومهارات استخدامها من مرحلة لأخرى، وتستمر طالما استمر الإنسان حياً يتفاعل ويتواصل مع الناس والحياة.
    والطفل يولد مزوداً بأجهزة استقبال والتقاط وذاكرة، تساعده على تعلم اللغة، واكتساب مفرداتها وتركيباتها، وبنائها، ومن أهم هذه الأجهزة ما يرتبط بالعقل مركز التفكير والقيادة للإنسان.
    لكن لو كان الذكاء وقدراته – وهى بعض القدرات العقلية التي تساعد على اكتساب ونمو اللغة لدى الطفل - قد أصابها بعض القصور ، ولم تعد كما هي لدى الطفل السوي،أو لم تعد تعمل بمعدلها الطبيعي لدى طفل دون باقي الأقران..؟ بالضرورة سوف يكون هناك عيوب في النطق أو صعوبة في الكلام أو قصور في اكتساب اللغة يختلف باختلاف الإصابة أو القصور.
    من جانب أخر نجد أن نمو اللغة يتأثر إلى حد كبير بنوع الخبرات والمواقف التي يتعرض لها الطفل، وبمدى تفاعله معها، وإدراكه لأبعادها.فماذا يحدث لو عزل هذا الطفل المصاب بقصور في قدراته العقلية عن العالم، بدعوى أنه لا يماثل أقرانه الأسوياء ؟ باختصار، في بعض الأحيان ولأسباب خارجة عن إرادة الطفل/ الإنسان، تصاب قدرة من قدراته التي تساعده على اكتساب اللغة، بقصورٍ ما، فيعتبره من حوله معاقاً، لأنه غير قادر على التواصل والتعبير مع الآخرين، فيخشون عليه ويعزلونه عن العالم، مهما كانت نوعية الإعاقة...
    وواحد من هذه الإعاقات تلك التي يسببها نقص في الذكاء، ويصنف بناء عليها الأطفال إلى فئات من "المتخلفين عقلياً" وتكون أفضل فئاتهم حظاً من يصنفوا بالقابلين للتعلم ، وهم من يتم إلحاقهم بمدارس التربية الفكرية. ، والتي يجدون فيها العون لإكسابهم بعض المهارات والقدرات التي تساعد على تكيفهم الاجتماعي والتواصل مع الآخرين.
    واليوم ومع التطبيق الجيد في كثير من الأحيان لمنهج التعليم بالأنشطة واللجوء إلى الخبرة والنموذج كوسائط تعليمية، ذلك الأسلوب الذي بدأه المفكر التربوي الأمريكي جون ديوي، عندما وجد أن المدارس التقليدية، التي تهتم فقط بتنمية الذكاء والتحصيل الدراسي، لا تجدي كثيراً في تربية الطفل، فمن الخطورة أن نفصل ما بين المعرفة والممارسة.
    ويتلخص أسلوبه في "أن يتعلم الطفل المهارات والمعارف الأكاديمية عن طريق خبرات الحياة اليومية والممارسة، وكما قال:" وتتحدد أهمية الخبرة بمدى الاستجابة المباشرة لها، والتنبؤ بتأثيرها على ما يليها من خبرات، ويشكل هذا تحدياً أمام منهج التعليم بالخبرات، الذي يجب أن يقوم باختيار نوع الخبرة المثمرة،والقادرة على التأثير الإبداعي على غيرها من الخبرات التي قد يتعرض لها الطفل مستقبلاً ".
    والخبرة هي "محصلة ما يكتسبه الفرد ويتعلمه من قيم ومعارف ومهارات سلوكية، من خلال تعرضه لمواقف من الحياة يتفاعل فيها مع الآخر والمجتمع،وتؤثر في سلوكه واتجاهاته وردود أفعاله، وتظهر في مواقف مشابهة مستقبلاً، وتصبح سمة من سمات الشخصية".
    ويتم اكتساب الخبرات وتعلمها "عن طريق التعرض المباشر للخبرات من خلال التواتر الشفاهي كما في الحكي. والتلقي عن الآخرين كالأبوين ومن يرعونه في الصغر، والمعلمين، ووسائل الإعلام، أو عن طريق الاحتكاك المباشر مع آخر ينفى عددًا من المواقف الحياتية".
    ويعتمد التعلم غير المباشر على قوة المصدر في التأثير على الفرد، وهو ما يعرفه أصحاب نظريات التعلم بالنموذج "فالفرد يتعلم عن طريق ملاحظة الغير وتقليدهم عند الاقتناع بهم ثم التوحد معهم، وأن الأطفال أكثر إيجابية في تعلمهم عن طريق التقليد، فالطفل يلاحظ فيتنمذج ويقلد ما يراه ويسمعه من أقوال أو أفعال".
    ومن هنا بدأ الاتجاه إلى استخدام منهج التعليم بالخبرة والنموذج ، كوسيلة لتنشئة الأطفال، وإكسابهم العديد من المهارات والقدرات، ومنها اللغة وتنمية مهاراتها.
    ومن تنوع الأنشطة التي توظف اليوم داخل المؤسسات التعليمية التي تعتمد هذا المنهج الأنشطة الدرامية المتنوعة من (دراما إبداعية –ونشاط تمثيلي – ومسرح) والتي وجدت صدى جيد لدى الجميع وحققت نتائج باهرة مع الأسوياء.
    لهذا فقد بدأ الاتجاه في التفكير نحو محاولة التجريب مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة. واستخدام النشاط الدرامي عامة والمسرح خاصة في إكسابهم عددًا من المهارات والقدرات ومنها المهارات اللغوية..
    فهل يستطيع المسرح أن يحقق ذلك ؟
    مما لاشك فيه أن المسرح كشكل من أشكال التواصل الإنساني المباشر، يتعرض في موضوعاته لعديد من الخبرات الإنسانية من خلال نماذج إنسانية تتواصل وتتفاعل مع بعضها ومع المجتمع بثقافته ونظمه الحضارية، ووسيلته في ذلك الكلمة، يساعد هذا الإنسان لتنمية بعض مهارات التواصل، ومنها الاستماع والحديث، واللغة بالضرورة باعتبارها عصب هذه المهارات، فارتباط اللغة بالفهم والفكر يساعد على تنمية مهارات الحديث والتعبير. هذا بجانب ما تتسم به لغة المسرح وحواره بجماليات أدبية رفيعة ،يختص بها فن الكتابة المسرحية عن سائر أشكال فنون الأدب، كل هذا يجعل من النص/العرض المسرحي وسيط جيد لإكساب المتلقي المهارات اللغوية اللازمة لتحقيق تواصل بناء.
    من جانب أخر هناك جماليات التمثيل التي تعتمد على فنية الإلقاء التي تجعل الكلام "واضحاً في المبنى والمعنى" تساعد على تنمية التذوق اللغوي من جهة،واكتساب المتلقي لعدد من المفردات اللغوية الجديدة التي تثرى قاموسه اللغوي.
    من جهة أخرى يحفل العرض المسرحي بعدد من اللغات التي يتواصل بها مع متلقية والتي يمكن أن تكون وسيطاً جيداً لتعلم اللغة وإكسابها للأطفال.
    فإن كان المعلم في الفصل يعتمد على لغة منطوقة وفى قليل من الأحيان يستعين ببعض الوسائل التعليمية، إلا أن المسرح يستخدم دوماً عدد من اللغات المتنوعة في مخاطبة مشاهديه ومنها اللغة المسموعة والتي تخاطب بها حاسة السمع، وهى قد تكون لغة منطوقة تعتمد على الكلمة والتي يجب أن تكون بسيطة في مستوى القدرة اللغوية للمشاهدين، ومناسبة للشخصيات بأبعادها الفيزيقية والاجتماعية والنفسية، وأيضاً لغة الموسيقى والمؤثرات السمعية التي تعمل على تحقيق المزاج النفسي والإثارة والانفعالية المناسبة للمشهد.
    هناك أيضاً اللغة التشكيلية والتي يعبر عنها من خلال المناظر المسرحية (الديكور) والأزياء، والألوان وهى تخاطب حاسة الأبصار وتحقق الإثارة البصرية والمنظر المسرحي هنا في مسرح الطفل يمكن أن يكون مثله مثل الكتاب المصور،يساعد على تنمية القدرة الإنقرائية لدى الطفل، كما يساعد عل تعرفه على الحروف المختلفة ونطقها مرتبطة بالأسماء.
    ومن خلال إضافة وحدات من الحروف المرتبطة بأسماء الشخصيات والأدوات المستخدمة في العرض وبالتالي تحقق ما قد تحقيقه الكتاب المصور الذي يعلم الحروف والكلمات.
    هناك أيضاً استخدام الملصقات المرسومة والمزودة بكلمات قليلة ببنط يمكن رؤيته من قاعة المشاهدة... واستخدام الأقنعة والعرائس جميعها تحل محل الصور في الكتاب المصور وتقوم بدورها في إكساب المهارات اللغوية للأطفال مشاهدي المسرح.
    وأخيراً ... هناك لغة الحركة التي يستخدمها الممثلون في التعبير عن المعاني والمشاعر والانفعالات المختلفة التي يعبر عنها الموقف والتي تساعد على الفهم وتيسير المعنى من خلال تعبيرات الوجه وحركة الجسم والإشارة والإيماءة...
    http://www.adabatfal.com/arabic/modu...e=print&sid=31

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 12:56 am