grade26

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الثاني الإعدادي 6


    كيف تحافظ على صلاة الفجر ؟؟

    الرجل الشرس
    الرجل الشرس


    كيف تحافظ على صلاة الفجر ؟؟ Empty كيف تحافظ على صلاة الفجر ؟؟

    مُساهمة  الرجل الشرس السبت أبريل 11, 2009 4:19 am

    كيف تحافظ على صلاة الفجر؟؟
    للشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله

    أخ يشتكي ويقول : إن صلاة الفجر تفوتني في كثير من الأيام ، فلا أصليها في وقتها إلا نادراً ، والغالب ألا أستيقظ إلا بعد طلوع الشمس ،
    أو بعد فوات صلاة الجماعة في أحسن الأحوال ، وقد حاولت الاستيقاظ بدون جدوى ، فما حل هذه المشكلة ؟ .
    الجواب : الحمد لله حمداً كثيراً وبعد : فإن حل هذه المشكلة – كغيرها – له جانبان :
    جانب علمي ، وجانب عملي .
    أما الجانب العلمي فيأتي من ناحيتين :
    الناحية الأولى : أن يعلم المسلم عظمة مكانة صلاة الفجر عند الله عز وجل ،
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله.

    وقال عليه الصلاة والسلام :
    ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً )

    وقال : ( من صلّى الفجر فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته )
    ومعنى في ذمة الله : أي في حفظه وكلاءته سبحانه ، " والحديث رواه الطبراني.
    وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار
    ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ،
    فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ، فيقولون : تركناهم وهم يصلون ،
    وأتيناهم وهم يصلون )
    وفي الحديث الآخر : ( أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة ، في جماعة )
    رواه أبو نعيم وفي الحديث الصحيح : ( من صلّى البردين دخل الجنة ). والبردان الفجر والعصر .
    الناحية الثانية : أن يعلم المسلم خطورة تفويت صلاة الفجر ومما يبين هذه الخطورة الحديث
    المتقدم : ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ) وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما
    قال : ( كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن ) رواه الطبراني40 .
    وإنما تكون إساءة الظن بذلك المتخلف عن هاتين الصلاتين
    لأن المحافظة عليهما معيار صدق الرجل وإيمانه ، ومعيار يقاس به إخلاصه ،
    ذلك أن سواهما من الصلوات قد يستطيعها المرء لمناسبتها
    لظروف العمل ووقت الاستيقاظ ، في حين لا يستطيع المحافظة على الفجر والعشاء
    مع الجماعة إلا الحازم الصادق الذي يُرجى له الخير .

    ومن الأحاديث الدالة على خطورة فوات صلاة الفجر قوله صلى الله عليه وسلم :
    ( من صلّى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )
    رواه مسلم ومعنى من يطلبه من ذمته بشيء يدركه أي من يطلبه الله للمؤاخذة
    بما فرط في حقه والقيام بعهده يدركه الله إذ لا يفوت منه هارب

    هاتان الناحيتان كفيلتان بإلهاب قلب المسلم غيرة ، أن تضيع منه صلاة الفجر فالأولى
    منهما تدفع للمسارعة في الحصول على ثواب صلاة الفجر ، والثانية هي واعظ وزاجر
    يمنعه من إيقاع نفسه في إثم التهاون بها .
    وأما الجانب العملي في علاج هذه الشكاية فإن هناك عدة خطوات يمكن للمسلم
    إذا اتبعها أن يزداد اعتياداً ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة ، فمن ذلك :

    1 - التبكير في النوم : ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم
    قبل صلاة العشاء والحديث بعدها ، فلا ينبغي للمسلم أن ينام قبل صلاة العشاء والمُشاهد
    أن غالب الذين ينامون قبل العشاء يمضون بقية ليلتهم في خمول وكدر وحال تشبه المرضى .

    ولا ينبغي كذلك أن يتحدث بعد صلاة العشاء ، وقد بين أهل العلم سبب كراهية الحديث بعدها
    فقالوا : لأنه يؤدي إلى السهر ، ويُخاف من غلبة النوم عن قيام الليل ،
    أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو المختار أو الفاضل .
    والمكروه من الحديث بعد صلاة العشاء كما قال الشراح :
    هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة راجحة فيها ،
    أما ما كان فيه مصلحة وخير فلا يكره ، كمدارسة العلم ،
    ومعرفة سير الصالحين وحكايتهم ، ومحادثة الضيف ،
    ومؤانسة الزوجة والأولاد وملاطفتهم ، ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم وأنفسهم ،
    إلى آخر ذلك من الأسباب المباحة . فما الحال إذا تفكرنا فيما يسهر من أجله كثير من الناس
    اليوم من المعاصي والآثام إذن فعلى المسلم أن ينام مبكراً ، ليستيقظ نشيطاً لصلاة الفجر ،
    وأن يحذر السهر الذي يكون سبباً في تثاقله عن صلاة الفجر مع الجماعة .
    حقاً إن الناس يتفاوتن في الحاجة إلى النوم ، وفي المقدار الذي يكفيهم منه ،
    فلا يمكن تحديد ساعات معينة يُفرض على الناس أن يناموا فيها ، لكن على كل واحد أن يلتزم
    بالوقت الكافي لنوم يستيقظ بعده لصلاة الفجر نشيطاً ، فلو علم بالتجربة والعادة
    أنه لو نام بعد الحادية عشر ليلاً مثلاً لم يستيقظ للصلاة ، فإنه لا يجوز له شرعاً
    أن ينام بعد هذه الساعة .. وهكذا .

    2 - الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم ،
    فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر .

    3 - صدق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر ، أما الذي ينام وهو يتمنى
    ألا تدق الساعة المنبهة ، ويرجو ألا يأتي أحد لإيقاظه ، فإنه لن يستطيع بهذه النية الفاسدة
    أن يصلي الفجر ، ولن يفلح في الاستيقاظ لصلاة الفجر وهو على هذه الحال
    من فساد القلب وسوء الطوية .

    4 - ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة ، فإن بعض الناس قد يستيقظ في أول الأمر ،
    ثم يعاود النوم مرة أخرى ، أما إذا بارد بذكر الله أول استيقاظه انحلت عقدة من عُقد الشيطان ،
    وصار ذلك دافعاً له للقيام ، فإذا توضأ اكتملت العزيمة وتباعد الشيطان ،
    فإذا صلّى أخزى شيطانه وثقل ميزانه وأصبح طيب النفس نشيطاً .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 7:23 pm