السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدث القرآن الكريم عن أكثر من عنوان في ميزان القيمة الروحية والعملية لنماذج الناس الذين يحصلون على محبة الله.
المحسنون:
قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)،
والمقصود بهذا النموذج الإنساني الإيماني أولئك الذين يحسنون العمل لله، بأداء كل شروطه، وتحقيق كل مفاهيمه، وتجسيد كل قيمه، وكذلك بالإحسان إلى الناس في القيام بحقوقهم ومساعدتهم وإعانتهم في حاجاتهم الخاصة والعامة.
وقد تحدث الله عن خطاب قوم قارون له: (وأحسن كما أحسن الله إليك)،
حيث كانوا ينصحونه بأن يحرك ما أنعم يحرك ما أنعم الله به عليه من كنوز الأرض في خط الإحسان لنفسه، فلا يظلمها بالتكبر والتجبر، وفي خط الإحسان للناس، فيتحمل مسؤولية في مساعدتهم من ماله. والله تعالى يقول: (وأتوهم من مال الله الذي أتاكم)، (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).
أما جزاء هؤلاء الذين أحسنوا في علاقتهم بالله وبالناس وبالحياة، فليس إلا الإحساس يتبعه افضل من الله تعالى في الزيادة على ذلك، فقال تعالى: ( جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، إلى غير ذلك من الآيات.
التوابون:
قال الله تعالى:
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
فقد أراد الله من عباده الخاطئين، أن يتراجعوا عن خطأهم، وأن يصلحوا أمرهم ليعودوا إليه، وليحصلوا على القرب منه من خلال مواقع رضاه، وتعهد لهم أن يقبل توبتهم ويعفو عنهم ويغفر لهم ذنوبهم،
كما جاء في قوله تعالى:
(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم).
وقوله تعالى:
(وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون).
وقوله تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار)
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على سعة ساحة التوبة؛ لأنها توحي بأن الإنسان التائب يختزن في نفسه الخشية من الله على ما أسلف من الذنوب، ويرجو رحمته، ويحب العودة إليه للسير في خط العبودية له، نادما على ما فعل الماضي، وعازما على تغيير ماضيه السييء إلى ما يحببه إلى الله، كما ورد أن الله يحب العبد المفتن التواب، فيمحو له كل ذنوبه، ويخرج بالتوبة كيوم ولدته أمه،
((فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
المتطهرون:
قال الله تعالى:
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
المتطهرون هم أولئك الذين يتحركون في خط طهارة الجسد، مما فرضه الله من واجبات الطهارة الجسدية التي تنفتح على طهارة روحية معنوية في معنى القربة إلى الله،
كما جاء في قوله تعالى:
( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )
،
بالإضافة إلى الطهارة من النجاسات الخيثة القذرة للجسد وللثوب، ولكل ما يرتبط بحياة الإنسان الخاصة في أرضه ومنزله.
ومن جانب آخر، فإن الله يوجه الإنسان إلى الطهارة الروحية من خلال العطاء المتمثل
بالصدقات التي يدفعها المؤمن زكاة في بعض مواردها، وصدقات وفرائض مالية أخرى
وذلك هو قوله تعالى:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
، باعتبار أن الصدقة، بما يتمثل فيها من روحية العطاء، تطهر النفس من قذارة البخل، ومن الذاتية المنغلقة عن الإنسان، في حاجاتهم الخانقة، وفي أمورها الحياتية الخاصة.
إن الإسلام يؤكد الطهارة الداخلية للإنسان، من خلال طهارة العقل في إدراكه للحق، وطهارة الشعور في انفتاحة على النية الخالصة للإنسان كله، بعيدا عن رذالة الحقد والبغضاء، وطهارة الحركة التي لا تنطلق إلا من أجل العدل والخير والحياة. ولذلك وقف الإسلام موقفا سلبيا من الذين يضمرون الكفر ويظهرون الإيمان، وهم أهل النفاق، أو الذين يختزنون في قلوبهم نية الشر للناس ويخططون لتدمير السلام في واقع الإنسان كله.
المتقون:
ومن الذين يحبهم الله المتقون، كما جاء في قوله تعالى:
(بلى من أوفي بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين).
وإذا دققنا في مسألة التقوى كعنوان إسلامي روحي عملي، فإننا نستطيع أن نختصرها بكلمة واحدة، وهي الالتزام بالإسلام كله في عباداته وأخلاقياته ومفاهيمه الحركية، في التزامات الإنسان المؤمن الخاصة والعامة.
وربما نستوحي ذلك من الكلمة المأثورة:
((أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك))
، بحيث يمثل الخضوع الكامل لله في أوامره ونواهيه، تجسيدا للعبودية في الانفتاح على توحيد الله في ربوبيته المطلقة للإنسان كله وللوجود كله، فيكون الله- في موقعه هذا- معه
كما جاء في قوله تعالى:
(واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين).
وقوله تعالى:
(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
وهذه مرتبة عظيمة ينالها المؤمن في التزامه بالتقوى.
وقد جاء في بعض الآيات، أن الله أعد الجنة للمتقين الذين يستحقونها عن جدراة من خلال قربهم إلى الله، وهذا ما جاء في قوله تعالى:
(وسارعوها إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين* والذين إدا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).
ونلاحظ هنا المتقين بأنهم ينفقون في السراء والضراء على ذوي الحاجات من الفقراء والمستضعفين، وأنهم يعيشون الهدوء النفسي الشعوري، فلا يفجرون غيظهم فيمن يغيظهم، بل يحسبون غيظهم في صدورهم، ثم يزيلونه منها ليعفوا عن الذين أسؤوا إليهم ويحسنون إليهم.
ثم تتحدث هذه الآيات عن أن الخطيئة الصادرة منهم، والتي يظلمون بها أنفسهم، لا تتحول إلى حالة مستقرة في حركة الذات، بل يتجاوزونها، فيتوبون منها ويستغفرون الله مما أسلفوه من الخطيئة، ولا يصرون عليها فيما يستقبلون من حياتهم، لأن وعيهم لإيحاءات التقوى الكامنة في شخصيتهم، يوحي إليهم بالرجوع إلى الله في يقظة روحية رائعة
كما جاء في قوله تعالى:
(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)
تحدث القرآن الكريم عن أكثر من عنوان في ميزان القيمة الروحية والعملية لنماذج الناس الذين يحصلون على محبة الله.
المحسنون:
قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)،
والمقصود بهذا النموذج الإنساني الإيماني أولئك الذين يحسنون العمل لله، بأداء كل شروطه، وتحقيق كل مفاهيمه، وتجسيد كل قيمه، وكذلك بالإحسان إلى الناس في القيام بحقوقهم ومساعدتهم وإعانتهم في حاجاتهم الخاصة والعامة.
وقد تحدث الله عن خطاب قوم قارون له: (وأحسن كما أحسن الله إليك)،
حيث كانوا ينصحونه بأن يحرك ما أنعم يحرك ما أنعم الله به عليه من كنوز الأرض في خط الإحسان لنفسه، فلا يظلمها بالتكبر والتجبر، وفي خط الإحسان للناس، فيتحمل مسؤولية في مساعدتهم من ماله. والله تعالى يقول: (وأتوهم من مال الله الذي أتاكم)، (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).
أما جزاء هؤلاء الذين أحسنوا في علاقتهم بالله وبالناس وبالحياة، فليس إلا الإحساس يتبعه افضل من الله تعالى في الزيادة على ذلك، فقال تعالى: ( جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، إلى غير ذلك من الآيات.
التوابون:
قال الله تعالى:
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
فقد أراد الله من عباده الخاطئين، أن يتراجعوا عن خطأهم، وأن يصلحوا أمرهم ليعودوا إليه، وليحصلوا على القرب منه من خلال مواقع رضاه، وتعهد لهم أن يقبل توبتهم ويعفو عنهم ويغفر لهم ذنوبهم،
كما جاء في قوله تعالى:
(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم).
وقوله تعالى:
(وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون).
وقوله تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار)
إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على سعة ساحة التوبة؛ لأنها توحي بأن الإنسان التائب يختزن في نفسه الخشية من الله على ما أسلف من الذنوب، ويرجو رحمته، ويحب العودة إليه للسير في خط العبودية له، نادما على ما فعل الماضي، وعازما على تغيير ماضيه السييء إلى ما يحببه إلى الله، كما ورد أن الله يحب العبد المفتن التواب، فيمحو له كل ذنوبه، ويخرج بالتوبة كيوم ولدته أمه،
((فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
المتطهرون:
قال الله تعالى:
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
المتطهرون هم أولئك الذين يتحركون في خط طهارة الجسد، مما فرضه الله من واجبات الطهارة الجسدية التي تنفتح على طهارة روحية معنوية في معنى القربة إلى الله،
كما جاء في قوله تعالى:
( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون )
،
بالإضافة إلى الطهارة من النجاسات الخيثة القذرة للجسد وللثوب، ولكل ما يرتبط بحياة الإنسان الخاصة في أرضه ومنزله.
ومن جانب آخر، فإن الله يوجه الإنسان إلى الطهارة الروحية من خلال العطاء المتمثل
بالصدقات التي يدفعها المؤمن زكاة في بعض مواردها، وصدقات وفرائض مالية أخرى
وذلك هو قوله تعالى:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
، باعتبار أن الصدقة، بما يتمثل فيها من روحية العطاء، تطهر النفس من قذارة البخل، ومن الذاتية المنغلقة عن الإنسان، في حاجاتهم الخانقة، وفي أمورها الحياتية الخاصة.
إن الإسلام يؤكد الطهارة الداخلية للإنسان، من خلال طهارة العقل في إدراكه للحق، وطهارة الشعور في انفتاحة على النية الخالصة للإنسان كله، بعيدا عن رذالة الحقد والبغضاء، وطهارة الحركة التي لا تنطلق إلا من أجل العدل والخير والحياة. ولذلك وقف الإسلام موقفا سلبيا من الذين يضمرون الكفر ويظهرون الإيمان، وهم أهل النفاق، أو الذين يختزنون في قلوبهم نية الشر للناس ويخططون لتدمير السلام في واقع الإنسان كله.
المتقون:
ومن الذين يحبهم الله المتقون، كما جاء في قوله تعالى:
(بلى من أوفي بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين).
وإذا دققنا في مسألة التقوى كعنوان إسلامي روحي عملي، فإننا نستطيع أن نختصرها بكلمة واحدة، وهي الالتزام بالإسلام كله في عباداته وأخلاقياته ومفاهيمه الحركية، في التزامات الإنسان المؤمن الخاصة والعامة.
وربما نستوحي ذلك من الكلمة المأثورة:
((أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك))
، بحيث يمثل الخضوع الكامل لله في أوامره ونواهيه، تجسيدا للعبودية في الانفتاح على توحيد الله في ربوبيته المطلقة للإنسان كله وللوجود كله، فيكون الله- في موقعه هذا- معه
كما جاء في قوله تعالى:
(واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين).
وقوله تعالى:
(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
وهذه مرتبة عظيمة ينالها المؤمن في التزامه بالتقوى.
وقد جاء في بعض الآيات، أن الله أعد الجنة للمتقين الذين يستحقونها عن جدراة من خلال قربهم إلى الله، وهذا ما جاء في قوله تعالى:
(وسارعوها إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين* والذين إدا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).
ونلاحظ هنا المتقين بأنهم ينفقون في السراء والضراء على ذوي الحاجات من الفقراء والمستضعفين، وأنهم يعيشون الهدوء النفسي الشعوري، فلا يفجرون غيظهم فيمن يغيظهم، بل يحسبون غيظهم في صدورهم، ثم يزيلونه منها ليعفوا عن الذين أسؤوا إليهم ويحسنون إليهم.
ثم تتحدث هذه الآيات عن أن الخطيئة الصادرة منهم، والتي يظلمون بها أنفسهم، لا تتحول إلى حالة مستقرة في حركة الذات، بل يتجاوزونها، فيتوبون منها ويستغفرون الله مما أسلفوه من الخطيئة، ولا يصرون عليها فيما يستقبلون من حياتهم، لأن وعيهم لإيحاءات التقوى الكامنة في شخصيتهم، يوحي إليهم بالرجوع إلى الله في يقظة روحية رائعة
كما جاء في قوله تعالى:
(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)